Wednesday, January 28, 2015

أنا هذه الاسطوانة الاسمنيتة ذات ربع طن متفجرات فى سوق السلاح لا تساوى شيئا لكن فى شوارع حلب و احياء الشام انا اساوى اسبوعيا اكثر من 300 روح كان آخر ما سجلوه فى الحياة هو لعنتى
انا هى تلك الرصاصة التى احدثت ثقبا دائريا أملسا فى رأس طالب لم يدرس بعد المقذوفات -لم يوبخه معلم الفيزياء بعد على نسيانه قانون تسارع الجاذبية،- فى زمن هبوط جسده النحيل رأسه المثقبة وبختنى
"لا يموت الناس جوعا" انا من أبطل هذه القاعدة فى الغوطة واليرموك فى أرض الشام ..أنا الجوع الضارب فيهم وانا الجفاف الذى مثل بأجسادهم فتشابهت جثثهم ، فغدت كل حياتى باهتة كلون شفاههم ؛
أنا قضبان زنزانة تضيق بعدد الأيام ...بل الانفاس ..على فتاة -غرفتها لم تخلو بعد من الدمى- خلفت روحها نقشا لم يفهمه بعد سجانها فاضطر لاعادة طلاء الجدار
"لا تبتئس ..انها ليست الا ماتريوشكا كبيرة"
أنا شارع كئيب رمادى ..ضاق بالمتظاهرين واتسع لمعدات حرب .. ألقت عليهم قنبلة ..ثم قنبلة ..ثم شئ لم يفهموه ..ثم بدا وكانه نوع محرم من الرصاص..لا وقت للفتوى الآن ..فالشارع يتسع للجثث ويضيق بالاسعاف
أنا من أوقف الهتاف للجهاد فى حنجرة مات صاحبها إثر انفجار أحدثته طائرة بلا طيار وظلت سبابته تشهد علىَ
أنا الكهرباء السارية فى أجساد الأبرياء ..لا أعترف بمنظمات الحقوق ولا العفو ولا حتى اتبع الانسانية
أنا فى الفزعة الأخيرة لطفلة تختبئ من الموت فى غزة
أنا فى الشظايا المتناثرة فى بغداد و اليمن وأفريقيا
أنا فى صوت فرقعات القنابل تمزق قلوب الفارين خوفا على أحبائهم
أنا فى خبرية طرقت باب المطرودين ذات ليل وأخبرتهم أنهم مطلوبين أمواتا أو
أموات
أنا فى الساحقين لأحلام المهاجرين..فى المفرقين لجمعهم ..
أنا برد و قيظ السجون .. القهر فى المعتقلات و الموت وجعا.. الفقد واعتياد الفقد .. الصمت والانفرادى .. الظلام و ألفته ..
أنا اليأس المعبأ فى الصدور لا ينفذ مع كل زفير .. حتى أطبق علىَ
أنا مُصاب جللٌ فى الامة .. ورمٌ يستنزف العالم .. ولا شئ
أنا كل ذلك فأنا من استسلمت و بالبكاء اكتفيت حين توقف قطارى فى محطات ذرف الدموع ..
و أنا من صاحبت النسيان الكئيب يوم بلغت منحنى القاعدين والمخلفين ؛
لأنى أبقيت رصاصى بلا قاذف من تلك الصباحات التى لم أحدث فيها نفسى بجهاد
!! العجز معبر للخيانة ..
أقايض يومى بالسكوت و خبزى بالصمت..فكيف لا أكون فى مربع الإبادة ضلع
؟!!

Sunday, January 25, 2015

ها نحن أقرب ؛ من جديد نحن اقرب لأننا صرنا أكبر
؛ - ؛
ها نحن أقرب ؛للفقد ...فى صباح سأفقد من أحب ... عمرى يعنى انى اقتربت من ذاك الصباح البئيس 29 عام .. لا أريد المضى أكثر غير ان الزمن يدور وان احرقت كل ساعات الأرض ...وان حجبت الشمس بيدى ...لا مفر فقد صرت أقرب
؛-؛
ها نحن أقرب؛ للموت ... لتوقف النبض وانقطاع العمل و لرحيل عن دنيا الرحيل انا صرت أقرب ..انا لم أعد للرحلة بعد .. هذا لن يوقف القطار القادم يوما ... لن اتمكن من مغادرته لرصيف الأحياء ...مازلت هنا و مازال اسمى فى القائمة.. غير انى باقتراب يوم ميلادى صرت لمحطتى أقرب
؛-؛-؛
صرت أقرب لكل ما أخشاه وأجهل حقيقته ..غير أنى لا أريد عمرا ...لا أريد يوما ادفع به عنى ..
انا كل ما اريده يا ربى أن لا تبقنى فى حياة ليس فيها ~أمى~
رب لا تبقنى بعد أمى .~