Monday, June 02, 2008

سيدة من روسيا

كأى طالبة مغتربة عن وطنها فى الثانوية العامة ..
كنت منذ ستة اعوام
أنام واستيقظ على هم واحد.. كيف سأجمع كل هذه الدرجات لأعود بمجموع لا يقل عن 100% لأتمكن من دخول الجامعة
.. وليست أى كلية بالطبع.. بل أمام اختيارين لا ثالث لهما ..طب أو طب أسنان..
حين أتذكر ذلك لا أكف عن الضحك
لم يكن فى يشغل بالى أى شئ .. أو بمعنى آخر كنت أعزل دماغى عن كل شئ.. غير متعمدة طبعا

.. هددت أمريكا بضرب أفغانستان و بدأت ابداة الافغان .. غدا امتحان فيزياء
هددت أمريكا بضرب العراق.. غدا امتحان كيمياء
الفلسطينين يثورون وينتفضون .. نتيجة امتحان الرياضيات لم تكن كما توقعت . لقد سقطت منى ربع درجة
حملة اعتقالات واسعة بمصر وامن الدولة يقتحم الجامعات .. ياترى كيف شكل امتحان الأحياء غدا
هكذا قضيت ذاك العام ..
كانت فسحت روحى الوحيدة هى للـ حرمـ
ففى الحرم المكى شيئا يشدك لجلال الله .. ينسيك همومك .. او يجعلك أقرب لله ..تسأله ..تدعوه
ونفسك مطمئنة

ذات جمعة جلست فى الجزء المخصص لصلاة النساء .. بعد صلاة المغرب والطواف
وكل همى ذاك الامتحان الغبى الذى كنت أخشى حتى التفكير فى نتيجته
جلست انتظر آذان العشاء
أرخيت رأسى للأرض .. وكلى يقين أنى ساعود لبيتى وقد غسلت روحى من همومها
وفجاءة ..تسلل لنفسى ذاك الاحساس الذى أتوقع ان كثيرون يعرفوه
حيين تشعر أن احدا خلفك ينظر لك.. والتفت بالفعل .... لأجد احدى من هن
خلفى تنظر لى
تصنعت عدم الاهتمام.. ربما حين التفت نظرت
مرة اخرى أحسست انها تنظر لى .. التفت وجدتها تبتستم ..
ابتسامة جدتى .. رغم انها بدت أصغر سنا من جدتى
كانت تبدوا من ملابسها و وجهها انها ليست عربية ..اما تركية ...او ربما روسية واستبعدت ان تكون ايرانية لان زيها ليس ايرانيا

بحكم مخالطة الأجناس المختلفة .. تتمكن أحيانا من تحديد الجنسيات دون القاء نظرة على جوازات السفر
نهضت هى و جلبت مصحفاً وجلست أمامى مباشرة
ابتسمت هى وربتت على كتفى .. ونطقت عبارات انجليزية مكسرة
فهمت منها انها روسية من احدى البلاد المستقلة .. اتت مع ابنها
سألتنى من أين انا وحين أخبرتها لم تفهمنى .. أدركت انها من بعيد ..من بعيد جدا
والا لكانت عرفت ام الدنيا :)
انت حين تقرأ تلك الكلمات تظن انها فرصة للتعرف على أقوام أتوا من البعيد
ولاكون واضحة رغم ان السيدة بدت طيبة .. الا انه كان دائما هناك تحذير من الكبار بعدم التحدث مع الغرباء
لذلك لم أزيد حرفاً على

egypt
وسكتت .. وقد شق علىّ ذلك .. ولكنها تعليمات واضحة وصريحة..
لكن هى لم تسكت
فتحت المصحف فى منتصف وأشارت لى بيد ان أقرا واليد الأخرى كانت تربت على كتفى
أنا ..أنا أقرأ لك

ابتسمت لى .. وبدأت انا أقرأ لها
"طه 0 ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى .0 الا تذكرة لمن يخشى"
لتبدأ هى بالنحيب ..
دموعها بدأت تهطل على خدودها المشققة
تبكى هى
وأنا تدمع عيناى

انك حتى لا تعرفى ماذا أقرأ..
هل تعرفى معنى العرش؟؟ هل تعرفى معنى الثرى
اتبكين شوقاً للقرآن وخشية ..
رحماك يا الهى

كم مرة اقرأها .. بل انى أحفظها ..كم مرة بكيت مثلها
سيدة اتت من روسيا .. لا يعلم الا الله ما مرت به لتصل لهنا ولتبقى على اسلامها
ثم هى تبكى .. وتربت على كتفى وكأنها تعتذر لى .. انها هى من اعطتنى أقرا لها
ولم اتطوع انا لذلك
خنقتنى عبراتى ..
ودموع بكاء القسوة كم تكون محرق
ة
سبحانك يالله .. ومن انا لترتب على كتفى والله انها هى من تستحق قبلة على رأسها
والله انها من تستحق أن أجلس لها أقرأ لها من القرآن
أردت ان أسألها كيف أسلمت .. ماذا تعرف من الاسلام ..
أردت أن اخبرها انها ستجد نسخة مترجمة للروسية وكتب دينية للروسية فى مكتب توعية الجاليات
كنت كعادتى لدى اسئلة كثيرة
وكعادتى أيضا لم أسألها .. حتى انى نسيت ان اعطيها قبلة على رأسها
وجاء صوت الملا مؤذن الحرم ..لينهى تلك الأسئلة
والتى لن يكون لها يوما اجابة
عادت لصفها ..

وبقيت أنا انظر لها وفى رأسى ألف سؤال
أماه .. من أين أتيت
فى أى أرض تعلمت الخشوع للقرآن
من علمك أن للقرآن خشية
اماه..
كيف ثبتى على اسلامك..
كيف نجوت به من شر الروس؟

هل صحيح ان الروس يستخدمون قنابل ترفع كل الاكسجين الموجود فى الهواء فلا تبقى حتى بذرة الا وقد ماتت
أماه .. هل تعلمتى الصلاة كأم صديقتى التركستانية تحت الأرض .. فى قبو خوفا من شر العملاء لروسيا
هل أحرقوا كل مصاحفكم .. أيضاً
اماه ..أخبرينى عن المجاهدين ..
عن الشيشان
هل وصلكم ما جمعناه فى العيد الماضى ليقيكم شر البرد
هل تعرفى انا نذكركم فى الدعاء مع فلسطين
اماه اجيبينى ..
هل ما نقرأه صحيح من أن الملائكة تحارب مع المجاهدين


مهلاً .. امى انتظرى ..
لك عندى قبلة على رأسك

لك وعد بأن انصرك .. حتى وان لم ألقاكِ

ان قابلت روسية مرة أخرى ..
سأقرأ لها القرآن و دون أن تطلب منى
سأربت أنا على كتفها
سأطلب منها أن تدعو لى

..

تذكرتها
حين قرأت تلك الرسالة
http://al-chechan.blogspot.com/2008/05/blog-post_06.html

لا أدرى لم نسيناهم .. لم غابوا عنا .. المسلمين هناك


دعوة للجميع
ساندوهم
http://al-chechan.blogspot.com/2008/04/100.html

كفاهم غيابا عن حياتنا
و
كفانا بعداً عنهم





12 comments:

مشروع انسان said...

هكذا الاسلام عندما تخالط بشاشته القلوب
وهكذا الاسم عندما يواجه قلوب تشتاق له

يجد له متفسحا من المجال حتى يبسط كل معانى الجمال
والخوف والحب والرحمة والود والايمان

وعندما اتى الاسلام الينا سهلا
لم ندرى قيمته حقا ولم نعمل ما يوفى حق هذه النعمة

فكانوا وكنا

إخوانى حتى النخاع said...

السلام عليكم

قصة مؤثرة جداااا

فعلا .... لقد قرآنا القرآن
نعرف ما الذى يريده منا القرآن

ولكن ... عندما نقرآه
كأننا نقرأ جريدة


ان تلك السيدة مشتاقة إلى الله
قد أتاها الخشوع من سماع القرآن مع أنها لا تفهمه


قصة جميلة جدااا أختى

شكرااا ليكى على البوست الرائع دا

أخوكى

Anonymous said...

جزاك الله خيرا

فعلا قصة مؤثرة

اذكر ايضا حين كنت خارج مصر فى احد بلاد اوروبا

كيف كان المسلمون من جيبوتى والصومال و جنوب افريقيا حريصين على قراءة القران وكم كان يظهر عليهم التأثر والخشوع رغم قراءتهم المكسرة للغاية

......
رحماك ربى بمسلمو الشيشان
اللهم شفع فينا القران يوم القيامة


دمتم بتميز

walaa rizk said...

اختاه هما بحثوا عن الحقيقه فوجودها جليه واضحه

فهموا الاسلام بصدق

تعانقت جوارحهم مع القرآن غيرهم القرآن وازال الران من على قلوبهم

هم احبوا الله صدقا

اما نحن فجائتنا الحقيقه جهزه ولم نحمد الله على هذه النعمه حق الشكر والحمد

فليتنا ندرك ما نحن فيها

وما كانت القيود على دعوتنا

فنحن ارحم حال ممن يصلون تحت الارض

اختاه لن ننسى الشيشان ابدا ماحيينا

هى جزء من الجرح الاسلامى

الله معهم

وعلينا بنشر القضيه

فى الله احبك

عمرو عبد الباري said...

الله اكبر ... هذا هو القرآن
قصة مؤثرة فعلا.. جزاك الله خيرا على زيارة مدونتي

بنت أبيها said...

"ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق"

صدق الله العظيم

قلـــبٌ واحــــد said...

ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ..


يا الله..

اللهم ارزقنا قلب خاشع

لن ننساهم ما حيينا بإذن الله

بارك الله فيك

الزهراء said...

كثيرا مااتساءل عن هذا الخشوع الذى لدى غير العرب من المسلمين ربما لانهم يعانون حقا فى قراءة القرآن ولكن علاقتهم به أقوى بكثير ممن يحفظونه..ذكرتنى قصتك طموح بطالبة ماليزية فى الفرقة الاولى بكلية الطب اسمها شهداء (اسم جميل)أول مرة رأيتها بعد صلاة الظهر فى يوم وجدتها تدعو وتبكى كثيرا ..سألتها عن سبب بكاءها فقالت لى
afraid ofسوء الخاتمة
i didnot do enough
انا قشعرت وبكيت بشدة وتعاهدنا اننا ندعى لبعض بالجنة ودايما بذكرها وسأدعو لأختى الروسية أيضا بالجنةوكل اخوانى المسلمين فى شتى بقاع الارض ولن أنساكى طموح من دعائى

ربما لم تسمع عنى يوماً said...

كفاهم غيابا عن حياتنا
و
كفانا بعداً عنهم


صدقتِ والله

طال الصمت..

نـــــــور said...

حبيبتي .. اشتقت لكِ كثيرا

وكعادتك .. لمستِ قلبي بكلماتك .. ولم اتمالك نفسي فتساقطت دمعاتي

قصة مؤثرة بحق .. سبحان الله

واين نحن منهم هؤلاء؟

تحياتي واشواقي الحارة

ابن ادم said...

ربما لم يعي عقلها ما كنتي تقرأين

لكن قلبها هو من وعي ذلك

ليت لنا قلوباً كقلوبهم

بارك الله فيكم اختنا

Anonymous said...

عشاق گوگل القاء نظرة على هذا الموقع
والتمتع

http://www.theluckylinks.com/hpwp.htm