حكاية صمت

اسمعوا الحكاية من البداية ...

ذات صباح بعيد

ألقى بالثائر الغاضب منفياً فى الصحراء ..حيث بلاد التماثيل

لاشئ كان هناك ..غير التماثيل

الشاهقة الارتفاع ..و الراسخة فى الارض منذ الاف السنين

..

كانوا فى هدوءهم ينعمون ...حتى اتاهم الثائر منفيا ..

ظل يصيح فى الصحراء ..وينادى حيث لا احد

الا التماثيل

وظلت هى ترقبه ..وكلها امل ان يصمت ..

وتحدثه: أن يفيق ..انه ما من احد سيعيده يوما لمدينته

ومثلك مثل الكثيرين

...

يوم واثنان ..شهر وعام ...بدا الثائر أكثر وهناً..أكثر حزناً.. أكثر ضعفاًً

والتماثيل تزداد قوة وصلابة .. ..

إلا أن بدأ الثائر ذات صباح مرة أخرى يعيد الصياح

أمسك حجرا صغير وبدا ينقش على جسد التماثيل

(السكوت من ذهب .. ليتنى سكت منذ زمن)

ويكررها على كل تمثال ..مرة واثنتان

ينقشها ويبكى ..راثيا حاله

..

عام واثنان

والتماثيل اصبحت لوحة لحكمته..

-لما لا تكتب تاريخك هنا..

لما لاتحكى حكاية مدينتك هنا ..فلهذا خلقنا ..ولهذا نفينا فى الصحراء مثلك??..

-ليتنى ما نفيت ..ليتنى ما تكلمت ولا عاديت الظلم يوماً ..

اين من كانوا خلفى و جانبى

أين هم يقاسمون اليوم وحدتى؟؟

بدأ الخوف يتسلل للتماثيل..وهى ترى الثائر الغاضب ..قد أصبح النادم الواهن

وظلت تردد معه كل صباح

(السكوت من ذهب..ليتنى سكت منذ زمن)

كل صباح ..كل صباح

حتى مات الثائر الواهن هماً.. بكته التماثيل حزنا

وظلت تتناقل حكمة الثائر

(السكوت من ذهب)

(السكوت من ذهب)

(السكوت من ذهب)

؛؛ليتنى سكت منذ زمن

!!

ومن يومها والتماثيل صامتة

!!

اعرفتم لماذا صمتت التماثيل منذ زمن ؟؟