Monday, January 20, 2014

 
رقم جديد .. هذا ما تستحقه عن عامك الذى مضى ..رقم يخبرك ان الايام تمضى وان رصيف الموت يقبع عليه آلاف المغادرين قبلك ..لم يحن دورك بعد

رقمى الجديد 28 ..
28 ..لازلت لا أعرف الفرق بين البقدونس والكزبرة ..الفجل واللفت .. واحاول ان اقنع الجميع ان الكرومب هى اوراق القرنييط ..وان الكمثرى ليست فاكهة وانما لحاء خشبى ..لم تتحسن علاقتى بالطبخ وانا لم اسعى لذلك .. لكنى اجد التنوع فى النباتات معجزة ولا أعرف كيف بملحد يستيقظ ليروى حديقته كل صباح ولا يرى قدرة خالق الكون ..

28 .. وحين أمل من الحياة جمعاء تخبرنى أمى ان الله خلقنا ويمتحننا فى كل المواقف (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ۗ) ..لا ندرك متى تأتينا الفتنة إلا أننا نعد لها العدة بالثبات على الحق فى كل المواقف.. انصت لكلامها فى كل مرة كأنه أول مرة ..

28 ..أؤمن بالموت والحياة .. أومن بالقدر و القضاء ..غير أنى أقف عاجزة أحيانا عن تقبل أنه سيأتى صباح غادرونا فيه من نحب لأنه الموت!! أتمنى على الله أن أرحل قبل الآخرين ..دائماً ..لكنهم يرحلون قبلى ..دائماً !!

28... ومذهبات الكآبات ثلاث :الصمت ثم الوصول لأعلى درجات الغضب حتى أنك تلقى بالتراهات المضحكة ثم تعود لتهدأ من جديد تدعو الله فتحل السكينة عليك ويأتيك ذلك الهاجس أن الحياة لا تستحق ... وثانيها : شاى بالقرنفل مع فيلم او حلقة مسلسل ..وثالثها : القيادة فى شوارع فارغة بسيارة مغسولة ومعطرة

28... كنت أظن أن الحياة لا يمكن أن تستمر بدون أشخاص معينين فى حياتى ..اتضح أنى كنت خاطئة ..الحياة تستمر ..وتستمر .. وتستمر ...اعتقدت ان فقد الارقام من على هاتفى هو مآساءة ..اتضح أيضاً أن كنت مخطئة ..المآساة أن لديك هذا الكم الهائل من الأرقام التى لا تعنى لك شئ .. كل شئ فى الحياة قابل للفقد و للضياع ..تأتى النعم مختومة بهذاالشعار الا أننا نتجاهله ..

28... توقفت عن اضافة الأشخاص لقائمة الأعداء التى متى ما امكننى حمل سلاح سأبدأ بهم ..توقفت عن إضاعة الوقت فى حصر الاشخاص وعنوانيهم و كيف يمكننى تتبعهم .. اكتشتفت ان الامر سيبدوا فى النهاية سخيف: أن يموت أعدائى برصاصة .. موتة محبطة لى صراحة .. عليهم ان يعيشوا اكبر قدر من الحياة ..عليهم ان ينحدروا اكثر وأكثر لاحط من الأنعام حتى إذا ما أخذهم الله كان أخذه شديد ..هذا ما يستحقوه أعدائى ..أخذ الله الشديد ؛ ؛

28.. ومازلت تنتابنى لحظات أشعر أنى سأغمض عينى بقوة فأتحول لعملاق أخضر مقزز لكنه قوى وسريع يأخذ الطيبين من بين يدى الأشرار ..يضرب الأرض بقوة ويحفر لهم حفرة يواريها فيهم ويغطيهم بأرواق الأشجار ..ثم يمضى لأهل الباطل يسحقهم بعد أن يصرخ في أسماعهم فيموتون رعباً قبل الدهس ..ويعود ليربت بيده على أهل الحق و يخبرهم ان المعاناة قد انتهت وان عليهم أن يحظوا بنصف يوم جيد ..نصف يوم يضحكون فيه من قلوبهم ..نصف يوم لأن غدا وحين تشرق الشمس سيكون لديهم معركة جديدة ..لكننى ساكتفى ان أشاهدهم لنصف يوم فقط يجرون هائمين من فرط السعادة ..

28..أمضى نحو الثلاثين بمعدل ثابت و اضطرادى ..يشبه معدل ازدياد مقاومة الخرسانة مع العمر ..أمضى ولم أصبح طبيبة كما كنت اخطط فى زمن مآساة البوسنة فى 95 ..ولا قناصة كما كنت أحلم فى زمن حرب الشيشان ..لم أصبح أيضاً محامية كما كنت أخطط فى زمن حرب الأفغان ... الا أننى ومع حرب العراق قررت أنى سأكون مهندسة انشائية لان السئ لم ياتى بعد ..حين نجلس على كومة الخراب جميعنا كعرب وكمسلمين سنحتاج من يبدأ بالبناء .. لقد كنت مخطئة ..كان على أن أخطط ان اكون مهندسة تفجيرات

28...تدريجياً أفقد الرغبة فى السفر ..افقد الرغبة فى ركوب الطائرات مرات أخرى ..فى عبور الحدود المائية ..أفقد الرغبة حتى فى زيارة البحر ورؤية قرص الشمس كاملاً وملامسة رمل الشاطئ الدافء .. حتى الآن لم أفقد الرغبة فى ركوب الألعاب الخطرة والمخيفة .. أتشبث بها للنهاية ..آمل أن تبقى

28...من قال إن الاحلام لا تحقق واهم .. أنا اشتريت حذاءاً بكعب كما تخيلته تماماً ..مريح كما تخيلته تماماً.. يجعلنى أرى الحياة من أعلى كما تخيلته تماماً .. يصدر صوتا حين أريد وحين لا أريد يكون صامتاً كما تخيلته تماما..الأحلام تحقق كما نتخيلها ... أحياناً

28 .... والحياة تمضى والنفس الذاهب لا يعود .... لن ينقذك احد ولن يسعفك احد فى زمن الوجع ...وحين تسقط حتى لن يواروا جثتك ..على أن أتعلم كيف أتزن .. أين أمضى .. و متى أقف.. و يا الله حين أسقط ميتة أدعوك بأن لا أكون فى بقعة اكرهها

No comments: