Sunday, September 15, 2013

ليس من عادته ان ينتبه لتاريخ يومه .. لكن ذلك التاريخ بالتحديد هو ما سيطارده لبقية حياته
..تؤذيه قطرة العرق التى تصببت من رأسه ببطء على وجهه ..أزعجته ..لم يزحها !! سؤال كان يهز رأسه : لم على ارتداء تلك الدروع فأنا من يحمل السلاح ..وأنا من يقف فى أعلى المبنى ..!!
-اشــارة .. ثم احتمى بذلك الحيوان بداخله وبدا وكانه هو ولا فارق ,,
-اشــارة ..تأهب واستعد و صوب سلاحه ,,
-اشــارة .. ثم ..طلقة .. أخر ما راه فى عدسته كان فتى لم يتجاوز 17 عام ..
الآن يحمل رقم 1
-طـلقة ..سيدة فى الاربعينيات من عمرها كانت تساعد الجرحى ..تحمل الآن رقم 2
-طـلقة ..رجل يحمل مصابا.. اصاب الرجل ..شخص آخر تكفل بالمصاب من قبل اعطاهم رقمين
-طـلقة ..لا يدرى هل كانت طفلة أم فتاة ..جسمها كان ضئيلاً ..لكن وجها كان يشع وكأنه ينادى على الرصاصة فاخترقت رأسها دون رحمة ..هى الأخرى حصلت على رقم
-طـلقة و طلقة وطلقة ..كانت الاجواء مغبرة ..رائحة الحرق والدم وشوى الجثث بلغت أنفه ..ماعاد يحصى طلقاته الا انه أحصى موتاه .14 ..
دار بجسده واستند للجدار ..تذكر يوم ان كان فى ذاك العمر يلعب مع اطفال الحى دور العسكرى وانفرد به .. لطالما هربوا أمامه ..لطالما حكى لأهله مغامراته وهو يصطاد اللصوص لصاً لصاً .. يضحك أباه غدا ستصبح "ظابط شاطر" ؛ ؛ ؛
-صرخــة: أم للتو علمت بفقد ضناها ..
-صرخــة :طفل تاه لا يدرى اين ابوه.. والحقيقة انه لايصدق ان الجثة المشوة أمامه هى لأبوه
-صرخــة: الممر آمن فخ .. انهم يقنصون الخارجين منه
-صرخــة : عدلك يا الله ..عدلك يارب
دخان يتصاعد كلما استعر اللهب .. صوت الطلقات يتصاعد ايضا!!
ثم لا يدرى متى وكيف سكن كل شئ ..
ثم لا يدرى متى ولا كيف عاد واحتضن صغيرته فى منزله ..
ثم لا يدرى متى ولا كيف استغرق فى النوم!!
,,
لكنه لم يشغل باله لكل الاسئلة المترفة ..: سؤال واحد ظل يلح فى رأسه :
كيف يوقف هذا الصوت :
عدلك يا الله .. عدلك يارب !!
عدلك يا الله .. عدلك يارب !!
عدلك يا الله .. عدلك يارب !!

No comments: